كبار السن

تضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا ثلاث مرات تقريبًا خلال 20 عامًا. ¹ سوف يتضاعف ثلاث مرات مرة أخرى بحلول عام 2050 عندما يبلغ واحد من كل ستة أشخاص أكبر من 65 سنة من العمر.²

يعاني أكثر من 46 في المائة من كبار السن - أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر - من إعاقات، كما يعاني أكثر من 250 مليونًا من كبار السن من إعاقات متوسطة إلى شديدة، ³ مع تزايد الأعداد كلما تقدم الناس في السن. تجعل هذه الزيادة الهائلة في عمر السكان، وبصفة خاصة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وشرق وجنوب شرق أسيا، احتياجات كبار السن وتحدياتهم في حاجة ماسة إلى الدعم في المستقبل.

يعاني ما يقرب من 26 مليونًا من كبار السن من الكوارث كل عام. ⁴ يزال هذا العدد آخذًا في الازدياد، وبالرغم من ذلك يستمر تجاهل كبار السن في أنظمة الإغاثة في حالات الطوارئ. ⁵ من المرجح أن تتعطل قدرتهم على التكيف والاستعداد؛ بسبب ظروفهم الصحية أو الإعاقات أو العيوب الاجتماعية والاقتصادية. من المحتمل أن يكون أولئك الأقل تعليمًا وغيرُ المهرة وذوو الموارد المحدودة أكثر عرضة؛ لأن يكونوا ضحايا للإساءة. ⁶ النساء الأكبر سنًا معرضات للخطر - بشكل خاص -؛ بسبب زيادة متوسط العمر المتوقع، أو كونهن أرامل أو بمفردهن. ⁷

أدى تفشي فيروس كوفيد-19 إلى زيادة إساءة معاملة كبار السن وإهمالهم في جميع أنحاء العالم ⁸ الخوف والقلق بشكل كبير. ⁹ قبل انتشار جائحة كوفيد-19، كان ما يقدر بنحو واحد من كل ستة من كبار السن يتعرض لسوء المعاملة. تشير الدلائل المستجدة إلى أن هذا يتزايد - بشكل متسارع -؛ نتيجة مباشرة لإجراءات الجائحة والإغلاق. ¹⁰ لا تزال مخاطر الإهمال أو العزلة أعلى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات، مقارنة بمن يعيشون في المجتمعات العادية. ¹¹

يتسبب الازدحام في أماكن المخيمات؛ فضلًا عن عدم كفاية الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، في تعريض كبار السن لمخاطر خاصة. ¹² أفاد 45 في المائة من كبار السن في جنوب السودان أن حصولهم على الخدمات الصحية قد تغير؛ نتيجة لتبعات جائحة فيروس كوفيد-19، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى تكاليف النقل، كما يرجع جزئيًّا – أيضًا - إلى الخوف من الإصابة بالفيروس في المرافق الصحية، ويُعزى جزئيًا كذلك للعراقيل الموجودة مُسبقًا أمام الوصول إلى الخدمات الصحية (أفاد 9 في المائة من كبار السن الذين شملهم الاستطلاع أنهم لم يحصلوا على أي من الخدمات الصحية قبل تفشي الجائحة). ¹³

لا تزال المستويات العالية من انعدام أمن الدخل المادي والاقتراض وانعدام الأمن الغذائي بين كبار السن مستمرة؛ إذ أفاد 77 في المائة من كبار السن في فنزويلا بانعدام فرص الحصول على الغذاء الكافي، ويضطر ثلاثة من كل أربعة إلى اقتراض المال. ¹⁴ لا تتوفر لدى 53 في المائة من كبار السن في سوريا سوى طعام يكفي أقل من يومين في المنزل. ¹⁴

توجد حاجة مُلحة للحصول على مزيد من البيانات والبحوث، مع تحول الاهتمام إلى دعم شيخوخة السكان في الأزمات الإنسانية. أظهرت الدراسات أن كبار السن يميلون إلى أن يكونوا أقل تهميشًا عند استشارتهم وإدماجهم - بشكل مناسب - في تقييمات الاحتياجات أو برامج سُبُل كسب العيش. يمكن أن تساعد المميزات الأساسية التي تتعلق بإمكانية الوصول وغيرها من التعديلات منخفضة التكلفة في الحفاظ على كرامة كبار السن وزيادة اندماجهم في مجتمعاتهم. يجب أن تتصدى جهود الحماية؛ للتمييز على أساس السن والإعاقة، ويجب ألا تتجاهل أن كبار السن يُظهرون مرونة وإيجابية إلى حد بعيد، كما تتوفر لديهم المعارف المحلية المهمة، وغالبًا ما يشغلون أدوارًا مهمة؛ بوصفهم قادة المجتمع أو المتطوعين أو مقدمي الرعاية. ¹⁶